و ما هي الا لحظات حتى بدأ في الدهماني اطلاق النار. وتفرق الناس ثم تجمعوا من جديد وانضم اليهم علالة. وأغلقت الحوانيت وفر المتظاهرون إلى "وادي بولقرون". وقبل بلوغه رأي علالة ما لا يمكن أن ينساه. رأي الطفل "فتحي بوشريط" يخرج من منزلهم وأمه تصيح به أن يعود. و ما كاد يتجاوز عتبة المنزل حتى أطلق عليه أحدهم النار فأرداه قتيلا عند العتبة. وسحبته أمه من رجله إلى المنزل وعلا الصراخ. وبلغ علالة "وادي بولقرون " مع المتظاهرين وهناك سقط برنسه الأزرق من على كتفيه فتركه ومضى وهو لا يدري كيف نجا يومها من الموت في ذكرى ميلاده السابعة والعشرين وكان ذلك يوم خميس أسود. ولما وصل علالة منزل أبويه في حي ملاجي المعاریف بحومة الوادي وجدهما قلقين جدا على أبنائهما و خاصة على عبد الحميد ومحمد. وكان الهادي الحواشي يومها في حال من الغضب لم يره فيه علالة من قبل. ولما أعلمه بما رأى وخاصة بموت التلميذ فتحي ولد الشافعي