رواية إيفا تغطي زمنيا فترة من حياة بطلتها، مستعيدة ما حدث لها خلال حياتها السابقة، وأثر تلك الأحداث عليها وعلى علاقاتها بغيرها وبمجتمعها. وتعالج الرواية قضايا متعدّدة تنطلق من أزمة حادة تتعرّض لها البطلة تفقد من خلالها مختلف روابطها بالحياة، وهنا تصف الرواية أحوالها، وتتابع جميع أعمالها، بروايتين، حيث تتكلم البطلة في الفصول الأولى بضمير المتكلم، فيحضر السرد النفسي، ثم يتحوّل السرد إلى ضمير الغائب، فيحضر السرد الحيادي. ولا تستسلم البطلة بل تحاول تأسيس روابط وجدانية وفكرية وثقافية مع محيطها لتستعيد فعاليتها وقدرتها على البدء من جديد، لاستعادة إنسانيتها المسلوبة، وحقوقها الأساسية في الصحة والتعليم والأمن والمحبّة. وتطرح الساردة من خلال ذلك صلتها بالأمكنة والشخصيات، وهنا تستحضر الراوية قضية فلسطين بكل زخمها وعمقها للتعبير عن وحدة الألم الإنساني. وفي هذه الرواية تنحت الكاتبة فكرة أصيلة وشديدة العمق وهي مواجهة جميع الأبطال لمصائرهم عبر ممارسة مختلف أنواع الفنون بحثا عن الخلاص والسعادة. وإيفا بالذات تبدو تجربتها الأهم والأكثر تعبيرا عن الإنسان في محاولته لتجاوز مأساته