Appelez-Nous 9h - 15h 📞 57 111 738

بين الواقع والتخييل

20.000 DT
❤️ +20,000 Clients nous adorent !

الكتاب الحالي في تتبعه لتحولات علاقة الأدب بالواقع على الصعيد المفاهيمي توزع على قسمين؛ قسم أول: يتابع المسار النقدي الذي أفرز نظريات متعددة حول مفهوم النص الأدبي الروائي وعلاقته بالواقع، وما أفضت إليه العلاقة الجدلية بين النقد والنص الروائي من إغناء لهذه النظريات، وقسم ثان يتناول مجموعة من النصوص الروائية العربية التي أسهمت -ولما تزل- عبر أساليبها وأنماطها السردية المختلفة في دعم فكرة انتماء النص السردي الروائي التخييلي وانتماء مرجعه الاجتماعي إلى جذر اجتماعي واحد، وإن كان ذلك يتم بالطبع بطريقة غير مباشرة، لأن هذه النصوص المختارة، على اختلاف أنماطها السردية، اشتغلت على لعبة التخييل، فقامت على تقليص الحدود "الواقعي" و"المتخيل" عبر الخلط بينهما أو الإيهام بحقيقة المتخيل وخيالية الواقعي. وكأننا بهذه النصوص أمام تغييب لجدلية "الداخل" و"الخارج" المرافقة للرواية، كجدلية ترى إلى "الداخل" -أي إلى النص الروائي نفسه- وكأنه غير حقيقي مقابل خارج -أي "الواقعي" أو غير المتخيل- وكأنه هو "الحقيقي" أو "الواقعي". لقد سمح القسم الأول من الكتاب بقراءة تحولات الرواية وتحولات الواقع، وعلاقة الرواية بالتاريخ، أو علاقة الرواية بالمدينة قراءة متحررة من نمط تحليلي يربط بين "داخل" هو النص نفسه وبين "خارج" هو تارة الواقع، وتارة أخرى التاريخ أو المدينة بوصفهما عناصر من الواقع أو بوصفهما الواقع نفسه. وقد استندت هذه القراءة إلى نصوص سردية عربية تدعم فهمنا أو منطلقنا النظري لهذه العلاقة. يتبين بالقسم الأول من هذه القراءة أنها تطيح بالحدود التي نضعها بين الرواية من جهة، وبين الواقع أو التاريخ، أو المدينة من جهة أخرى. ففي حين أن الفصل المخصص لثلاثية "غرناطة" العائدة لرضوى عاشور ما هو إلا تجسيد لمنطق في القراءة يعتبر الانتقال من رصد السمة التاريخية للثلاثية إلى تاريخيتها بمثابة انتقال من منظور يبحث عن "الحقيقي" الأمين للواقع في العمل التخييلي إلى منظور يبحث عن "الحقيقة الروائية" كحقيقة واقعية نابعة من التخييل نفسه، جسد القسم الثاني الذي يتضمن قراءات خاصة لبعض النصوص الروائية العربية نمط قراءة غير منقادة إلى أوهام النصوص الروائية. لعلها قراءة تعتبر أن أي نص روائي تحكمه عملية بناء اشتغل عليها الروائي. فجاءت هذه القراءة نموذجاً للقراءة التي يمارسها القارئ المتأمل كما وصفه فنسان جوف. ولعل أبرز ما تميزت به هذه القراءة هو إضاءتها على لعبة التخييل التي مارسها أصحاب هذه النصوص الروائية المختارة. الكتاب بقسميه تحكمه إذن، رؤية واحدة، تتلخص في تبيان انتماء النص السردي الروائي -بنما هو نص تخييلي- وانتماء مرجعه الاجتماعي إلى ذجر اجتماعي واحد، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وبالتالي ضرورة عدم الخضوع لإيهام الذي يوقعنا فيه النص التخييلي، وهو إيهام بأن هذا النص معزول عن "الواقع"، لا سيما أن عنصر التخييل هذا يسمو به إلى ما هو فوق "الواقع". وذلك على عكس النص التسجيلي الذي يغيب فيه عنصر التخييل وتغيب معه جدلية "الداخل" و"الخارج"

دار الفارابي