باب التشرّد والضياع، باب الهروب إلى الخلاء، منه هرب أهالي مدينة تونس أفواجا متلاطمة تاركين الغالي والنفيس يوم هجم عليهم الإسبان بغتة سنة 1573م.
في حومة باب الفلة، عاش عزيز ولد فطيمة ضياعا آخر بين شريفة الخليلة ونفيسة الحبيبة، فلا استقر له بينهما قرار ولا استوت له الحياة لا في دار الساحرة حبيقة حيث المتعة والدلال ولا حتى في قصر القصبة حيث السلطان وحياة السؤدد الزائف المشوب بالهوان، فقد تقاذفته أمواج الصراع بين الترك والإسبان، فامتطى مركبا كان ينوي النجاة به من الخسران، فإذا به يمنّى بأقصى صنوف الحرمان يوم اعتقد أنه فاز على الجمع بالرهان...