كانت تتمنى أن تنسى كل ما حصل , و لكنها تجد نفسها دائما تعود إلى نفس الأمكنة و تتذكر فتتأثر و تهرب لتعود من جديد. لم تترك هذه العادة منذ انفصلا, كانت تحلم أن تجده يوما واقفا في أول مكان جمعهما, و قد أتى ليقف على الأطلال مثلها و لكنها لم تلتق به و لا مرة واحدة . كانت تراه في أماكن أخرى . و كلما لمحته, تتوقف الدنيا عند تلك اللحظة و تبقى لأيام متعلقة بتلك الصورة التي رأته عليها . تظل تحتفظ بها داخل مقلتيها, و تتفنن في قراءتها و حفظ تفاصليها , و ترتشف من نظرة رماها بها عبق عشق لم ينضب ماؤه يوما , فترتوي به حد الثمالة . و في كل مرة يتكلمان لغة العيون, هو يقول اشتقت إ ليك و هي تجيبه لقد كذبت لازلت أحبك .